استكمالاً لجرعة الطيران السابقة عن تاريخ المحركات النفاثة، سنأخذ اليوم جرعة جديدة عن إستخدام المحركات النفاثة في الطيران المدني بعد ان عرفنا في الجرعة السابقة عن إستخدام المحركات النفاثة في الطائرات المقاتلة.
ولكن ما رأيكم ان نستعرض بعجالة متى بداء الطيران المدني والمراحل التي مر بها حتى وصل الى عصر الطيران بالمحركات النفاثة؟
في بداية الامر، كانت تستخدم الطائرات المائية والطائرات التي تهبط على اليابسة في نقل الركاب، كانت تعمل هذه الطائرات بالمحركات الترددية ذات الاسطوانات، وكان عدد الركاب فيها قليل جداً جداً، لربما راكب واحد في بعض الطائرات.
دعونا نلقي نظرة على الجدول التالي الذي يظهر في تسلسل الاحداث من عام 1908م (حيث كانت تستخدم الطائرات المائية والتي تهبط على اليابسة وتستخدم محرك الأسطوانات) الى عام 1952م (حيث حلقت اول رحلة طيران تجاري بمحرك نفاث):
هذه الملخص المختصر يعبر عن معظم الاحداث الرئيسية التي حدثت في الطيران المدني، طبعاً هنالك الكثير من الاحداث والمواقف التي لم نذكرها لكم فقط لجعل الموضوع بسيط ودون تعقيد، منها على سبيل المثال لا الحصر، طيران البريد في الولايات المتحدة الامريكية، وبداية وضع القوانين والأنظمة والتشريعات التي تضبط عمليات تشغيل المطارات والجوازات والجمارك، وكذلك تلك التي تضبط الممرات الجوية والارتفاعات والمناطق المسموح الطيران بها والمناطق المحظورة الخ.
بعد هذه النبذة السريعة، دعونا نعود لموضوعنا الرئيسي في هذه الجرعة وهو استخدام المحركات النفاثة في الطائرات المدنية.
تعتبر بريطانيا أول دولة استخدمت المحركات النفاثة في طائرات نقل الركاب المدنية وذلك عام 1949م عندما أعلنت شركة (دي هاڤيلاند) عن تصنيع طائرتها من نوع (كومت) والتي دخلت الخدمة الفعلية في شركات الطيران عام 1952م، وتم انتاج 114 طائرة من نوع كومت لتكون صاحبة السبق في هذا المجال، تلتها روسيا بطائرتها المدنية النفاثة من نوع (توبوليف تي يو 104) والتي انتج منها 201 طائرة.
وما بين عامي 1956م و 1958م، كانت الطائرة الروسية (توبوليف تي يو 104) هي طائرة نقل الركاب المدنية الوحيدة في العالم بعد ان تم إيقاف الطائرة البريطانية كومت من الخدمة على اثر ظهور عيوب في تصنيع جسم الطائرة.
وفي عام 1958م ظهرت أول طائرة نقل ركاب مدنية من انتاج شركة بوينغ الامريكية (بوينغ 707) ذات الأربعة محركات، ثم تلتها الطائرة الأمريكية (دي سي 8) من انتاج شركة ميكدونلد دوغلاس، وبعد ذلك ظهرت ايضاً الطائرة الفرنسية من نوع (كاراڤيل).
ومع ظهور طائرة بوينغ 707 زاد عدد الرحلات الجوية عبر المحيط الأطلسي بين لندن ونيويورك، مما نتج عنه زيادة كبيرة في عدد الركاب الذين ينقلون جواً مقارنة بعدد الركاب الذين ينقلون بحراً ولأول مرة في التاريخ.
الجدول التالي يبين الاحداث المهمة بتاريخ الطيران المدني النفاث:
هكذا كان تأثير المحركات النفاثة في قطاع الطيران المدني من خفظ المدة الزمنية للرحلات بسبب الاداء العالي من قبل المحركات النفاثة. وهذا الشي نفسه ساهم بأختصار الوقت الكثير على المسافرين وايضا السماح لشركات الخطوط بعمل رحلات اكثر.
هذة مجموعة من الطائرات المدنية التي ساهمت بنهوظ قطاع الطيران المدني ومازالت مجموعة منها تعمل والبعض تم خروجة من الخدمة.