تحدثنا في جرعة طيران سابقة عن رائدة في عالم الطيران الاوهي اميليا ايرهارت الامريكية، لكن هل هناك إمراة امريكية من الأصول الافريقية لها دوراً في تاريخ الطيران؟ لنتعرف سويا.
الاسم: اليزابيث “بيسي” كولمان.
تاريخ الميلاد: 26 كانون الثاني / يناير 1892 ميلادية.
مكان الولادة: تكساس / الولايات المتحدة الامريكية.
تاريخ الوفاة: 30 نيسان / ابريل 1926 ميلادية.
مكان الوفاة: جاكسون ڤيل /فلوريدا / الولايات المتحدة الامريكية.
سبب الوفاة: حادث طيران.
الديانة: المسيحية.
العصر الذي عاش فيه: عاشت في بداية القرن العشرين.
المهنة: طيار.
اللغات التي تتقنها: الانجليزية.
جذورها مشتركة بين الهنود الحمر (السكان الأصليين للولايات المتحدة الامريكية ومن قبيلة تشروكي بالذات) والافارقة (القادمين الجدد)، وهذا يعطينا فكرة كاملة عن طبيعة طفولتها اولاً وعن التمييز الذي سيلاحقها على مدى سنوات عمرها القصير (34 سنه) ثانياً.
على الرغم من الفقر والعوز، كانت اليزبيث متميزة بمادة الرياضيات وكانت تحب القراءة وتعمل جاهدةً على تطوير نفسها بنفسها، واثناء عملها في صالون الحلاقة (للحصول على ما يسد رمقها) كانت تسمع القصص المثيرة من طياري الحرب العالمية الأولى، فأعجبتها الفكرة وراحت تحلم بأن تصبح طياراً، ولكن لونها الأسمر (كانت مدارس الطيران الموجودة في ذلك الزمان تمنع أصحاب البشرة السمراء من التحاق بها) وفقرها المدقع منعاها من تحقيق حلمها.
قامت احد الصحف المحلية بمساعدتها، حيث أعلنت الصحيفة عن رغبة اليزبيث في التدرب على الطيران خارج الولايات المتحدة الامريكية لكنها تحتاج الى من يدعمها مادياً، وجاء الفرج بأن تبرع احد المصرفيين بتوفير الدعم المالي اللازم للدراسة، وهكذا سافرت الى فرنسا والتحقت مدرسة (الاخوين كودرون للطيران) وتخرجت بعد عدة شهور كأول طيار انثى من أصول افريقية.
عادت الى الولايات المتحدة الامريكية، ولن الطيران التجاري لم يكن قد انتشر بعد، لذلك عملت اليزابيث كطيار عروض جوية (الحركات الجوية التي يقوم بها عادة الطيارين المقاتلين مثل الدوران الاسطواني الافقي، وعمل الدائرة العمودية، وتشكيل الرقم ثانية 8 وما شابه من العروض التي تحبس الانفاس )، لكنها واجهت العنصرية الامريكية تجاه السود مرة أخرى، لذلك قررت العودة الى أوروبا متنقلة بين فرنسا والمانيا وهولندا لتتعلم الطيران البهلواني والعروض الجوية على ايدي طيارين متحرفين.
عادت الى وطنها مسلحة بالعلم والخبرة وشاركت في العديد من العروض الجوية، فكانت متميزة بالحركات التي تؤديها بكل احترافية، وصارت لها شعبية كبيرة وجمهور كبير من جميع الامريكان بغض النظر عن لون بشرتهم حتى اطلق عليها لقب ((الملكة بيس)). وعلى الرغم من شهرتها، لم تكن تشارك (بيسي) بالعروض الجوية التي يمنع منها الجمهور ذو البشرة السوداء من الحضور، وبذلك كانت تعتبر ناشطة في مكافحة التميز علي أساس اللون او العرق او الجنس.
كانت خلال عروضها تحاول جمع المبالغ اللازمة لأنشاء مدرسة طيران للشباب ذوي البشرة السوداء الذين كانوا يعانون من التميز العنصري في الولايات المتحدة الامريكية، لكن القدر كان لها بالمرصاد، عندما سقطت طائرتها اثناء التدريبات على الالعاب البهلوانية وتوفيت على الفور وكان ذلك عام 1926م. وفي عام 1929م تم تأسيس نادي طيران يحمل اسمها لنشر ثقافة الطيران بين الشباب المنحدرين من اصولٍ افريقية تخليداً لذكراها.
من اقولها المشهورة:
” الهواء هو المكان الوحيد الخالي من التحيز. كنت أعلم أنه ليس لدينا أي طيارين، لا رجال ولا نساء، وعرفتُ أن هذا العِرق بحاجة إلى ممثلين عنه في هذا الخط الأكثر أهمية، لذلك اعتقدت أنه من واجبي المخاطرة بحياتي لتعلم الطيران … ” – بيسي كولمان