سنتعرف سوياً في هذه المقالة والمقالات اللاحقة باذن الله تعالى على عدد من رواد الطيران الأوائل، والذين كان لهم قدم السبق في مجال الطيران، وعلى الرغم من اننا اليوم قد نرى ان انجازاتهم كانت بسيطة ومحدودة، الا انها في الحقيقة كانت إنجازات جبارة جعلتنا في هذا الزمان نستمتع بالطيران كهواية ونستفيد منه في الانتقال بسرعة كبيرة من مكان الي آخر على وجه الأرض بل والانتقال بسرعات فائقة الى الفضاء الخارجي.
من أوائل هؤلاء الرواد، وأول طيار في التاريخ، الفلكي والعالم والفيلسوف والشاعر الطيار عباس بن فرناس.
الاسم: عباس بن فرناس بن ورداس التاكُرني.
الكنية: أبو القاسم.
سنة الميلاد: 810 ميلادية
مكان الولادة: تاكُرنا / رندة / الاندلس.
سنة الوفاة: 887 ميلادية.
مكان الوفاة: قرطبة / الاندلس.
العرق: امازيغي.
الديانة: الإسلام.
العصر الذي عاش فيه: زمن الدولة الاموية في الاندلس.
المهنة: عالم، مخترع، شاعر، فيلسوف.
اللغات التي يتقنها:العربية.

موقع مدينة رندة حيث ولد عباس بن فرناس

النقطة الحمراء تمثل موقع مدينة قرطبة حيث نشاء عباس بن فرناس
وُلِد عبّاس بن فرناس بن ورداس العالم الأندلسيّ المسلم في مدينة رندة (بالإسبانية Ronda) التي تقع في مقاطعة ملقا جنوب الأندلس -إسبانيا اليوم- عام 810 ميلادية لعائلة من أصول أمازيغية، اشتُهر بمحاولته للطيران، وعُرِف عنه أنّه قضى معظم عُمره في طلب العلم مُتنقِّلاً من بلد إلى بلد، والتحق بدار الحكمةِ في بغداد، ودرس فيها العديد من العلوم، كعلم الفلك والنجوم، وعلوم الهندسة، والموسيقى، إلى جانب ما درسَه في علم الفيزياء.
نشاء عبّاس بن فرناس في الأندلس التي كانت تُحكَم من قِبل المسلمين آنذاك، وكانت مركزاً للعلم والعلماء، وقد تنوّعت اهتمامات ابن فرناس خلال حياته، فقد اهتمّ بالشعر العربي، والموسيقى، والفلسفة، والفيزياء، والهندسة، أمّا عن اهتمامه بالطيران فقد بدأ عندما وجد أنّ المهندس آرمن فيرمان كان قد حاول الطيران بالمظلّة إلّا أنّه فشل، الأمر الذي استغرق منه ثلاثة وعشرين عاماً قبل أن يصمّم أوّل آلة طيران تُمكّنه من الطيران، علماً أنّ هنالك رواية أخرى تقول إنّ آرمن فيرمان (Armen Firman) هو نفسه عباس بن فرناس. والجدير بالذكر أنّ عبّاس أمضى بقيّة حياته بعد رحلته الأولى في تطوير مبادئ إلكترونيّات الطيران، إضافة إلى انّه كتب العديد من الكُتب في علم الفلك، والإلكترونيات، والفيزياء، والهندسة، حيث ألهم عمله هذا المهندس والفيلسوف الكبير المعروف ليوناردو دا فينشي.
يعتبر عبّاس بن فرناس صاحب السبق في الطيران، فقد اعترف كثير من علماء الغرب بأنّ عباس بن فرناس هو أوّل من اخترع آلة طيران والتي كان قد استوحى فكرتها من قوله تعالى: (أَوَلَمْ يَرَوْا إِلَى الطَّيْرِ فَوْقَهُمْ صَافَّاتٍ وَيَقْبِضْنَ مَا يُمْسِكُهُنَّ إِلَّا الرَّحْمَـنُ إِنَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ بَصِيرٌ) الآية رقم 19 من سورة الملك/الجزء التاسع والعشرون. فقد فهم ابن فرناس هذه الآية الكريمة، وعرف أنّ أجنحة الطيور هي التي تُمكّنها من الطيران، وتُثبّتها في الجوّ.
فبدأ بصُنع آلة طيران تعمل على هذا المبدأ، وهو بهذا سبق كلّاً من الجوهري، وليوناردو دا فينشي، والأخوَين رايت.
بدأ عبّاس بن فرناس بصُنع آلته للانطلاق في أوّل رحلة طيرانٍ مَبنيّة على أُسس علمية في تاريخ البشرية، فصنع أجنحة من الريش في عام 875 ميلادية، ثم غطى هذه الأجنحة بالحرير، ثمّ حلق في أوّل محاولة طيران ناجحةٍ أمام جَمعٍ من الناس، غير أنّه واجه صعوبة في الهبوط كان سببها عدم التفاته إلى ضرورة صناعة ذيلٍ لآلته ليساعده على الهبوط الآمن، ممّا تسبّب في سقوطه، وإصابته ببعض الكسور، والجروح.
تُوفِّي عبّاس بن فرناس عام 887 ميلاديّة في قرطبة عن عُمر بلغ 77 عاماً، ويُشار إلى أنّ عباس بن فرناس لم يمت نتيجة سقوطه أثناء محاولته للطيران كما اشيع عنه ذلك، وإنّما عاش بعد ذلك حوالي 12 عاماً.
تذكر كتب التاريخ عن حدوث التباس بين عباس بن فرناس وبين إسماعيل بن حماد الجوهريّ الذي أجرى تجربة طيران شبيهة بتجربة عباس بن فرناس وذلك حوالي عام( 1002 او 1003 او 1007 ) ميلادي، حيث صَنع الجوهري شراعاً خشبيّاً رَبَطه حول نفسه، وصعد به على سطح مسجد أمام حَشد من الناس مُحاولاً الطيران، إلّا أنّه سقط وكان هذا الحادث سبباً في موته.

جسر عباس بن فرناس في قرطبة